الأمم المتحدة تحذر من التطبيع مع “الكيف”
قالت إن التقنين زاد من تعاطيه في صفوف الشباب والمراهقين
بعد وقت وجيز من تقنين بعض البلدان الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي، من قبيل كندا وبعض الولايات في أمريكا، إضافة إلى دول أوربية، حذرت الأمم المتحدة من عملية التقنين، التي كان يسوق لها البعض، بحجة أنها ستخفض الاستهلاك، وستحد من نشاط العصابات الإجرامية المتاجرة به.
ويقصد بالاستعمال الترفيهي، الاستهلاك غير الطبي للقنب الهندي، أي تدخينه في صيغته المخدرة، إذ رصد تقرير للأمم المتحدة، صدر أخيرا، تزايد نسب التعاطي في صفوف الشباب والمراهقين، كما أن هذا التقنين والبيع في محلات مرخصة، لم يحدا من نشاط الشبكات الإجرامية، التي تهرب وتتاجر بهذه المادة.
وأجرى موقع الأمم المتحدة، حوارا مع الدكتور جلال التوفيق، عضو الهيأة الدولية لمراقبة المخدرات، التابعة للأمم المتحدة، صاحبة التقرير، وقال إن “المشكلة الكبيرة تكمن في أننا الآن أصبحنا نضخم هذه المزايا الصحية ونقلل من المخاطر، وأصبح الناس ينظرون إلى هذه النبتة على أنها طبيعية ولا تشكل خطرا على الصحة ويمكن استخدامها في جميع الحالات، ويمكن استعمالها طبيا دون مراقبة وتتبع طبيين، ويمكن أيضا، في نطاق ما يسمى الآن بالحرية الشخصية الولوج إلى القنب”.
وأوضح الخبير ذاته، أنه “نلاحظ أن التعاطي عند الشباب أصبح يتنامى ويتفاقم في جميع الدول، التي صرحت به للاستعمال غير الطبي وغير العلمي”، مبرزا أنه “عندما نطرح السؤال التالي على الشباب “ما هي رؤيتكم لخطورة هذه المادة؟”، نرى الآن أن أغلبية الشباب لا يعتبرون أن مشتقات النبتة تشكل خطرا عليهم، ولا يعتبرون أنها تتسبب بأضرار على صحتهم. لذا هناك تصاعد في الاستعمال عند الشباب”.
ورغم المبررات التي تعتمدها الدول بأنها تسمح للراشدين فقط باستخدام القنب، فإنه في الحقيقة هذا الخطاب يوجه للشباب بصفة غير مباشرة، ومفاده بأن هذه النبتة ومشتقاتها ليست خطيرة، يضيف عضو الهيأة الدولية لمراقبة المخدرات.
ودعا تقرير الأمم المتحدة إلى إلغاء تجريم استعمال النبتة في قوانين الدولة، ويعني هذا الأمر ألا تكون حيازة شخص للقنب لاستعماله الشخصي جريمة في القانون، معتبرا أن المزايا من إلغاء التجريم هي عدم وجود متابعة قضائية، وعدم وضع الناس في السجون، وتقليص التكاليف، مشيرا إلى أنه يمكن للقاضي أن يقضي بغرامة مالية أو عمل مجتمعي، ولكن لا يجب أن تكون هناك جريمة ارتكبت للحيازة والاستعمال الشخصي للقنب.
عصام الناصيري
اترك تعليقاً