تعليمات صدرت إلى الأجهزة الأمنية لمداهمة مستودعات لتعديل الزوارق ومراقبة المتجهين إلى أرخبيل محتل.
كشف مصدر مطلع أن تعليمات صارمة وجهت إلى وحدات البحرية الملكية ومصالح الدرك، بضرورة وضع حد لقوارب مشبوهة وزوارق سريعة تستقر بنقط بحرية وجزر مغربية، تقع أمام سواحل الناظور ويحتلها الجيش الإسباني.
وذكر المصدر نفسه أن هناك عشرات القوارب والزوارق السريعة التي بسطت نفوذها على الجزر المغربية المحتلة، إذ تستغلها في تهريب المخدرات، بالمقابل يكتفي الجيش الإسباني في بعض الجزر بمعاينة “أسطول” تابع لخمس شبكات مخصصة لنقل المخدرات.
وقال المصدر نفسه إن حوالي 80 زورقا سريعا وقاربا حديثا ترسو في خمس نقط بحرية، منها جزيرة “تشافارينا” المحتلة، قبالة جماعة رأس الماء، في انتظار تهريب كميات كبيرة من المخدرات، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن معظم هذه الزوارق السريعة تتوفر على ثلاثة محركات بقوة 250 حصانا، في ملكية كبار بارونات المخدرات المتحدرين من الناظور، موضحا أن تقارير أمنية أشارت إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على قوارب في ملكية بارونات المخدرات المغاربة، بل يمتد إلى قوارب إسبانية تخترق بدورها المياه المغربية، إذ تظهر، بين الفينة والأخرى، قوارب يصل طولها عشرة أمتار تجوب المياه الإقليمية ليل نهار، إضافة إلى زوارق أخرى تسعى إلى التمويه على أنشطة المهربين.
ويبحث الدرك الملكي عن مستودعات سرية لتخزين الزوارق، حيث يتم إخضاعها لعملية تغيير ملامح هيكلها، قبل إعادتها إلى المياه من أجل نقل المخدرات في اتجاه الجزر المحتلة، القريبة من إقليم الناظور، في حين أسندت للبحرية الملكية مهمة مطاردة الزوارق المشبوهة التي تتخذ من نقط بحرية منطلقا لعملياتها، قبل الوصول إلى جزر “شفارن”، وهي أرخبيل مكون من ثلاث جزر صغيرة تقع على بعد حوالي أربعة كيلومترات شمال سواحل إقليم الناظور، والتي اعتادت استقبال زوارق سريعة وقوارب ترفيهية، وترسو أحيانا على مسافة قريبة من الشواطئ المغربية.
وتحكم البحرية الملكية قبضتها على ممرات مائية تستغلها كارتيلات المخدرات وشبكات الهجرة السرية للإفلات من المراقبة، خاصة بعد تطوير قدراتها القتالية، واقتناء العديد من السفن العسكرية المتعددة المهام في ظرف وجيز، مما مكن من وضع حد لاستغلال شبكات الهجرة السرية وكارتيلات المخدرات لممرات مائية، إضافة إلى إخضاع عناصر البحرية الملكية إلى تكوينات مستمرة، علما أن وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية، تراقب دورياتها، سواء في جنوب المغرب أو شماله، الممرات المائية لإحباط عملية تهريب المخدرات.
وتعد جزر “تشافاريناس” أو “إشفارن”، كما تسمى باللغة الريفية، بمثابة أرخبيل مكون من ثلاث جزر صغيرة تقع في غربي البحر الأبيض المتوسط أمام سواحل إقليم الناظور بالريف الشرقي، وتخضع لاحتلال إسباني منذ 1848، وتعتبر جزر “إشفارن” واحدة من الأماكن الخاضعة للسلطة الحكومية الإسبانية مباشرة، حيث أنها ليست تابعة لأي مدينة أو حكومة ذاتية محلية إسبانية.
اترك تعليقاً