بصفتكم عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة وعضوا بالمجلس الوطني المنتهية ولايته، نسائلكم السيد بدر الدين العبادي عما هو السياق والظروف التي املتها المرحلة لانعقاد المؤتمر الخامس للحزب؟
أولا أشكر الموقع الاعلامي أصداء الريف على المبادرة. بالنسبة للمؤتمر الوطني الخامس، فقد أملاه النظام الأساسي للحزب الذي بحدد الولاية في 4 سنوات وبالنسبة للقيادة الوطنية الحالية فقد أوفت الأربع سنوات التي انتخبت لتدبيرها. لذلك فهو مؤتمر وطني عادي يعقد في حينه.
وماهو تقييمكم لتجربة رئاسة الأمين العام لحزب السيد وهبي والتي اتسمت بالحدة خصوصا في الآونة الأخيرة من ولايته؟
شخصيا لا أرى أي حدة في ولاة السيد عبد اللطيف وهبي. أريد أن أذكر هنا بأن الرجل عبر عن توازن وعلو كعب سياسيين كبيرين، لا ننسى بأنه تسلم مقود الحزب في فترة أزمة سياسية مر منها الحزب بسلام، وأنه استطاع رغم ذلك الدخول بالحزب غمار الانتخابات والحفاظ على مرتبة ومكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني. علاوة على أنه قام بمجهود كبير لتطوير الحزب خصوصا على مستوى الممتلكات (المقرات).
وهل هناك جاهزية للحزب ومناضليه من أجل تجديد النخب السياسية؟
أظن أن هناك جاهزية لتجديد جزء مهم من النخبة القائدة للحزب. وسأذهب أبعد من ذلك: البام به من الجرأة والشجاعة السياسيتين ما يكفي لكي يخوض في جميع الأسئلة المطروحة ويجدد ذاته. أذكر هنا أن البام عرف تداول 6 أمناء عامين على القيادة منذ تأسيسه قبل ما يناهز 15 سنة. لا أظن أن الساحة السياسية الوطنية قد سبق وعرفت حزبا سياسيا يلتزم بمواعيد مؤتمراته العادية ويغير الأمين العام بكل مؤتمر، دون مزايدات. ولكن الأرقام تتحدث بنفسها.
وهل هناك إجماع داخل البام على تولي الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري الأمانة العامة على ضوء النداء الأخير الذي نشرته على صفحتها الرسمية والموجه لمناضلي الحزب؟
أولا السيدة فاطمة الزهراء المنصوري قبل أن تكون وزيرة فهي مناضلة فذة للحزب ومنتوج خالص له. وفي الحقيقة هناك أكثر من اجماع على تسليم مفاتيح الأمانة العامة لها نظرا لعلو كعبها ويدها النظيفة من الفساد المالي والسياسي الذي سئمنا منه حقيقة. هذا ما لا مسناه جميعا خلال السنتين الفارطتين من عمر الحكومة، بحيث أن تسييرها كان استثنائيا بامتياز.
ولكن الفصل في ذلك يرجع لها في تقديم الترشيح لقيادة الحزب من عدمه ونحن واثقون من أنها ستأخذ القرار الأكثر واقعية بالنسبة لها. السيدة لها من الذكاء والحكمة ما يكفي لكي تختار الأصح. بحيث تبقى سيدة استثنائية وتعد سابقة في تاريخ الأحزاب الكبرى المغربية وصول امرأة الى هذه المستويات من القيادة الحزبية.
يتساءل كثيرون عن تهميش لنخب سياسية ريفية داخل البام بعد تولي الأمين العام الحالي
هل هناك مكانة لهذه النخب داخل الهياكل الجديدة للحزب والعكس صحيح اي مكانة للبام بالريف؟
لا أتفق مع هذه الأطروحة. فالسيد عبد اللطيف وهبي اختار ابنة الحسيمة السيدة فاطمة سعدي نائبة له وهي رئيسة سابقة للمجلس البلدي ونائبة برلمانية سابقة. كذلك السيد محمد الحموتي الذي ترأس اللجنة الوطنية للانتخابات الأخيرة. لذاك لا أشاطر هذا الرأي.
وفيما يخص ما سيلي المؤتمر الخامس، لي اليقين بأن القيادة التي ستنبثق ستكون -مثلنا- مؤمنة بأن المغرب دولة جهات منذ القدم، لذلك ستكون هناك ضرورة تمثيلية لكل الجهات وكل الفاعلين الأساسيين في الحزب.
هذا فيما يخص مكانة الريف في البام، أما مكانة البام في الريف فهي بائنة منذ التأسيس بحيث ركز هذا الحزب الشاب على لعب دور أساسي في تنمية المنطقة وما يزال بحيث استطاع -أي الحزب- التفاوض مؤخرا على ميزانية لا يستهان بها مع المصالح المركزية لاستكمال تنمية 19 جماعية ترابية. هذا دون الخوض في اقتراحات بالجملة ساهم فيها الحزب خلال العشرية الأخيرة بالخصوص. والانتخابات الأخيرة سواء العامة أو الجزئية أعطت البام شرف تمثيل الاقليم في قبة البرلمان علاوة على رئاسة جماعات ترابية بالإقليم.
اترك تعليقاً