تفاصيل إحباط إغراق الشمال بـ “القرقوبي”

فكيك شبكة للاتجار في الأقراص المهلوسة وضبط كميات هائلة منها

تم إيداع ثلاثة أشخاص، بأمر من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتطوان، السجن المحلي بعد تورطهم في عملية تهريب كبيرة للأقراص الطبية المخدرة، كانت موجهة للترويج في صفوف المدمنين.

وفي تفاصيل هذه العملية،علمت “الصباح” أن الشرطة القضائية بمفوضية الفنيدق، توصلت بمعلومات تفيد أن سيارة نفعية من نوع “بوجو 208” تحمل ترقيما مغربيا وتقف على الطريق الرابطة بين المدارة المتوجهة إلى باب سبتة وأحد الشوارع المؤدية إلى بعض أحياء الفنيدق، تنتظر وصول سيارة أخرى قادمة من الثغر المحتل عبر المعبر الحدودي باب سبتة، محملة بكمية مهمة من الأقراص المخدرة.

وبناء على هذه المعلومات، تحركت الضابطة القضائية بالفنيدق من أجل إحباط هذه العملية وإيقاف المتورطين فيها.

ولم تسفر عملية التفتيش التي باشرتها عناصر الأمن للسيارة ذات الترقيم المغربي، والتي كان على متنها شخصان، عن وجود ما يفيد تحوزهما بضائع ممنوعة. وبمواصلة عملية الترصد وبالتنسيق مع شرطة الحدود بمعبر باب سبتة، تم توقيف سيارة من نوع “أوبيل أسطرا” تحمل ترقيما إسبانيا، وعلى متنها شخصان، ذلك أن إخضاع هذه السيارة للتفتيش بالاستعانة بالفرقة التقنية أسفر عن العثور بداخل لوحة قيادتها وبالجهة الخلفية لسقف السيارة على كمية من الأقراص المخدرة تقدر بحوالي 8300 قرص من نوع (ريفوتريل) وأزيد من 2700 قرص مخدر من صنف ثان من الأقراص المهلوسة.

وحسب مصادر “الصباح”، فإن شرطة الحدود عملت على إحالة الأقراص المخدرة المحجوزة والسيارة على إدارة الجمارك بالمركز الحدودي باب سبتة، بناء على تعليمات النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بتطوان.

وعن تفاصيل محاولة إدخال هذه السموم، كشفت التحقيقات التي تكلفت بها المصلحة الولائية للشرطة القضائية، أن المتهم الرئيسي المسمى “ن.ح” وقبل حوالي 7 سنوات، ومن خلال تردده من طوليدو، حيث يقيم، على مدريد، تعرف على شخص يدعى “محمد” يتحدر من طنجة ويقيم بالعاصمة الإسبانية، إذ توالت اللقاءات وتوطدت العلاقة بينهما.

وخلال الأسابيع الأولى من العام الجاري، أطلع “م”، “ن.د” على نشاطه في الاتجار في الأقراص المخدرة من نوع “ريفوتريل” و”ترانكيمازين”، ومن أجل تحقيق أرباح مالية عرض عليه مشاركته في تهريب وترويج هذه الأقراص ليوافق دون تردد، حيث بات “محمد” يتكلف بتزويده بكميات مختلفة من هذه الأقراص تصل إلى 200 علبة من “ريفوتريل”، كل واحدة منها تحتوي على 60 قرصا، و200 علبة من مخدر “ترانكيمازين” كل واحدة منها تحتوي على 50 قرصا، على أن يقتسما العائدات في ما بينهما.

كانا يقتنيان كل علبة من الأقراص المذكورة مقابل 50 أورو من صنفي الأقراص معا، إذ ظلا يباشران عمليات الترويج بمدريد وضواحيها، بعد أن اقتصر تعاملهما في البداية على تزويد مروجي هذه العينة من المخدرات بالتقسيط، مقابل مبلغ يتراوح بين 80 أورو إلى 100 للعلبة الواحدة، ويقتسمان الأرباح بينهما.

ولعلم المروجين أن هذين الصنفين من الأقراص المخدرة يلقيان رواجا وإقبالا كبيرا لدى فئات كبيرة من المدمنين بالمغرب، فقد اتفق الشريكان على الخوض في ميدان نقل وتهريب الأقراص المهلوسة إلى التراب الوطني وترويجها لحسابهما الشخصي دون وسطاء، على أن يتكلف الشريك المقيم بمدريد بتزويد الموقوفين بالكميات المطلوبة وتهريبها إلى داخل المغرب وتوزيعها بطنجة باستعمال السيارة التي حجزتها الشرطة القضائية بمعبر باب سبتة وتمت إحالتها على إدارة الجمارك، وكذا السيارة التي كان المروجان يستغلانها على سبيل الكراء، والتي تم وضعها بالمحجز كذلك.

مواد تخرب العقول
تواصل المروجان عبر تطبيق التراسل الفوري (واتساب) مع المسمى “ر.أ” القاطن بطنجة، في إطار البحث عن مروجين لهذه المواد المحظورة التي تخرب عقول وأجساد المدمنين عليها، فوافق الأخير بعد أن اقترح عليه الاستفادة من عمولات مالية مهمة عن كل عملية لترويج هذه السموم بطنجة.

وبناء على الاتفاق بين المدعو “م” تم التزود في مرحلة أولى بكمية بلغت 8000 قرص مخدر من نوع “ريفوتريل” وبـ 3000 قرص من نوع “ترانكيمازين” مناصفة بينهما (م) و(ر)، وهي الكمية التي عملا على إخفائها داخل لوحة القيادة وبالسقف الخلفي للسيارة المحجوزة.

ونجح المهربان في إدخال الدفعة الأولى من الأقراص المهلوسة، من خلال عملية نفذاها خلال الأسبوع الأول من ماي الماضي، بعد أن ولجا التراب الوطني من ميناء طنجة، حيث لم ينكشف أمرهما.

و لم يقتصر ترويج الكمية الأولى من الأقراص المهربة على طنجة وإنما وصلت إلى مدن أخرى، وكان المهربون يقتسمون العائدات فرحين بما جنوه من أموال، الأمر الذي جعلهم يحاولون إعادة العملية عبر منفذ حدودي جديد. وهذه المرة عبر باب سبتة وعلى متن السيارة ذاتها، لكن عملية التفتيش بناء على المعلومات التي توصلت بها عناصر الشرطة بالفنيدق كشفت المستور، وأماطت اللثام عن عمل إجرامي هدفه تخريب عقول وصحة المدمنين على التعاطي لمثل هذه الأقراص، إذ تم إيقاف ثلاثة من المتورطين في عمليات التهريب والترويج داخل التراب الوطني.

يوسف الجوهري 


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *