وضع الحرس المدني الإسباني، أخيرا، يده على شبكة متخصصة في تزوير رخص السياقة المغربية في منطقة “نافار”، وعدة مقاطعات إسبانية، بعد أبحاث معمقة امتدت لشهور.
وأسفرت العملية الأمنية عن إلقاء القبض على شخص واحد في مدريد، في حين يخضع 40 شخصا آخر للتحقيق بتهمة تزوير وثائق، استفاد منها العديد من المقيمين بإسبانيا، والذين يحتمل اعتقالهم في حال ثبوت تورطهم بصفة مباشرة في عمليات بيع الرخص المزورة.
وكشفت التحقيقات الأولية المنجزة، أن الشبكة الإجرامية تقوم باستبدال رخص سياقة مغربية مزورة برخص إسبانية، إذ تم حجز نحو 50 رخصة سياقة مزورة كانت بحوزة الموقوف، في إطار التفتيش الذي أجرته المصالح الأمنية بإذن من النيابة العامة.
وأجرى الحرس المدني الإسباني عملية تفتيش لمنزل المزور الموقوف في مدريد، والذي يعتقد أنه يقف وراء توزيع رخص القيادة المزيفة في مناطق مختلفة من إسبانيا، إذ تمت مصادرة العديد من الوثائق والنقود والأجهزة المحمولة ورخص السياقة المزورة، التي أحيلت على الفرق التقنية من أجل استكمال التحقيقات.
وذكرت المصالح الأمنية الإسبانية أن عملية التزوير التي أطلق عليها اسم “مزورة”، ما تزال مفتوحة ولا يمكن استبعاد المزيد من الاعتقالات، مشيرة إلى أن العملية جرى تنفيذها من قبل مجموعة البحث والتحليل المرورية لقطاعات المرور التابعة للحرس المدني في “أستورياس” و”نافار” بالتعاون مع مجموعة البحث والتحليل المركزية، وأنها تعد من عمليات التزوير الكبرى في إسبانيا، والتي من الممكن أن تكشف عن شبكات للجريمة المنظمة في كل من إسبانيا والمغرب.
وتأتي هذه العملية بعد أخرى شهدتها إسبانيا في وقت سابق، وعرفت اعتقالات مهمة أسفرت عن إيقاف 300 شخص، يشتبه انتماؤهم لعصابة متخصصة في التزوير يرأسها خبير كمبيوتر يعمل في المديرية العامة للمرور، إذ تمكنت من تزوير مليون بطاقة رخصة، تم توزيعها على مغاربة وباكستانيين.
واستغلت العصابة، وفق ما وصلت إليه التحقيقات، رغبة مغاربة في استبدال بطاقات بلدانهم بأخرى إسبانية، وبالتالي الحصول على رخصة للسياقة في إسبانيا. وكانت العصابة تبيع نقاط بطاقة السياقة للسائقين الذين فقدوها بسبب ارتكاب مخالفات مرورية.
وتمكن خبير الكمبيوتر من الوصول إلى جميع قواعد البيانات وأصدر رخص القيادة هذه للمستفيدين الذين دفعوا ما بين 3000 أورو و15000، اعتمادا على عدد التراخيص التي طلبوها، إذ يتمكن المستفيدون من البطاقات المزورة من قيادة سياراتهم دون أي تدريب، أو اجتياز أي اختبار نظري أو عملي، ودون إجراء التقييم الطبي المناسب.
اترك تعليقاً