جامعي: الكيف نبتة مقدسة طبعت تاريخ الإنسانية ويجب إعادة النظر في مصطلح تقنينها

أكد الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية إبن طفيل سعيد البوزيدي أن القنب الهندي نبتة “مقدسة طبعت كل الحضارات التي تعاقبت على البحر الأبيض المتوسط خلال الفترة القديمة” مشيرا إلى أن قوى الاستعمار “هي التي دنستها بعد أن أدركت خصوصية النبتة الكتامية”.

وأوضح البوزيدي خلال مشاركته في الندوة الدولية التي احتضنتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية باكدال يومه الأربعاء حول تقنين الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي (أوضح) أن النجاح في “معالجة هذا الموضوع لن يتحقق إلا بالتصالح مع هذه النبتة، والتصالح يكون بمعرفة تاريخها”.

وأشار البوزيدي إلى أن زراعة نبتة القنب الهندي “طبعت تاريخ الإنسانية منذ القدم، وهي نبتة مقدسة وليس كما يعمد الكثيرون إلى تقديمها على أنها مدنسة”، مشيرا إلى أن مسارها انطلق “من الصين وصولا إلى تدغين كتامة”.

وبخصوص استعمال الصينيين لنبتة الكيف، أكد البوزيدي أن “الصينيون استعملوها في أسلحتهم وتغذيتهم، ولم يكن مسموحا بزراعتها الا بإذن من الإمبراطور، حيث كان هذا الأخير يحتكرها نظرا لقيمتها”.

وانتقل البوزيدي من الصين إلى الهند، مؤكدا أن الهنود اعتبروا الكيف “من المواد المنشطة وليست مخدرة، إذ تعطي حيوية لمستعمليها، كما استعملت في الطقوس الدينية لتصفية الروح”.

هذا وأبرز البوزيدي أن الكيف كان حاضرا أيضا عند البابليين، حيث جعله “الملك الآشوري نبتة محمية”، ثم الحضارة المصرية، واستعمل لإنتاج ورق البردي من أجل الكتابة، إلى جانب الحضارة الإغريقية.

وفيما يتعلق ب”قدسية” النبتة، أكد البوزيدي أن الكنيسة وظفتها “في منح صكوك الغفران”، مشيرا إلى أن أول “انجيل مطبوع طبع على أوراق استخرجت من نبتة الكيف”.

هذا وتحدث البوزيدي عن إسهام نبتة القنب الهندي في الكشوفات الجغرافية حيث “استعملت في صناعة الأشرعة والحبال، بسبب قدرتها على الصمود في وجه ملوحة البحر، وهذه الصناعة نلاحظها اليوم في منطقة كتامة”.

وبخصوص تاريخ دخول الكيف إلى المغرب، أكد البوزيدي أن “هناك اختلاف حول هذا الأمر، ولكن المؤكد هو أنه كان يزرع في منطقة الحوز في البداية”، مشيرا إلى أن ميناء الصويرة تطور وازدهر آنذاك “نتيجة تصديره لمادة الكيف، قبل أن تنتقل زراعة هذا الأخير إلى صنهاجة”.

وفي الختام، شدد البوزيدي على ضرورة إعادة النظر في مصطلح “تقنين” القنب الهندي، معتبرا أن هذا المصطلح “يحيل على التقييد بلغة المنطقة”.

وأضاف البوزيدي: “تقنين الكيف يجب أن يمر عبر المصالحة مع هذه النبتة، وتثمين أدوارها الاقتصادية والاجتماعية ومساهمتها في التنمية الترابية للمنطقة التاريخية التي احتضنتها، حيث اكتسبت ساكنتها تجربة زراعتها ورعايتها واستخراج منتجاتها المنشطة لا المخدرة.

دوزيم


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *