“أنتربول” طارد أعضاءها في أوربا وامتداداتها وصلت إلى نيجيريا
أوقع الأمن الإسباني في كمينه، أخيرا، شبكة مغربية دولية مختصة في تزوير شهادات الميلاد وبيانات بنكية ودبلومات جامعية وعقود العمل، للاستفادة من بطاقات الإقامة في أوربا، علما أن الشرطة الدولية، ظلت تطارد أفرادها، وأصدرت في حق بعضهم مذكرات بحث دولية.
وكشفت تحريات الأمن الإسباني أن أفراد الشبكة المغربية لهم امتداد في أوربا وعدد من الدول الإفريقية، ومنها المغرب ونيجيريا، خاصة أن الشرطة الدولية “أنتربول” كانت تتعقب تحركات بعض المشتبه فيهم بين حدود فرنسا وبلجيكا وإسبانيا.
وأوقفت الشرطة الإسبانية ستة متهمين بالانتماء إلى الشبكة الدولية، كما داهمت منازل المشتبه فيهم في مورسيا ومالقا، وحجزت كميات كبيرة من الوثائق المزورة لدى عدد من الراغبين في الاستقرار بأوربا، إذ لم يكن نشاط الشبكة يقتصر على زبناء مغاربة، يرغبون في الحصول على بطاقة الإقامة، بل بسطت نفوذها على مناطق كثيرة في إفريقيا، واستهدفت مرشحين من جنسيات متعددة.
وكشفت المصالح الأمنية أن أعضاء الشبكة كانوا يتلقون أموالا مقابل “خدماتهم”، لكنهم يجبرون الحاصلين على بطاقة الإقامة المزورة على دفع مبالغ مالية شهرية تصل إلى 500 أورو، مع تهديدهم بالتبليغ عنهم في حالة الامتناع، مشيرة إلى أنها عثرت على وثائق إقامة وجوازات سفر أوربية مزورة بحرفية عالية، ما مكن الشبكة من استغلال تدفق المهاجرين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط وإفريقيا من أجل “إغراق أوربا” بمهاجرين غير شرعيين، بعدما نجحت في تزوير الوثائق والهويات التي تسمح بالسفر إلى كل الدول الأوربية التي تعتمد على نظام “شنغن”.
وقالت الشرطة إن الشبكة لها فرعان رئيسيان في إسبانيا يوزعان الأدوار بين العاملين فيهما، خاصة استقبال المهاجرين وتزوير الوثائق، إضافة إلى أن “زعيمها” يدعي امتلاكه عدة شركات في أوربا من أجل جذب أكبر عدد من الضحايا، إذ عثرت الأجهزة الأمنية نفسها على فيديو لمكالمات هاتفية يعرض فيها على بعض المرشحين للهجرة الاستفادة من جوازات سفر مزورة، وحدد لهم مكان الحصول عليها في عدة مدن أوربية.
وكشفت التحريات أن أفراد الشبكة كانوا يستعملون إسبانيا نقطة انطلاق تحركاتهم، ما دفع الأمن الإسباني إلى طلب العون من “أنتربول” التي حلت عناصرها في سرية تامة إلى مالقا ومورسيا لتنسيق الجهود، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن التخوف الكبير لدى الأجهزة الأمنية يتمثل في استغلال بعض الإرهابيين المبحوث عنهم هذه الوثائق للسفر إلى أوربا.
اترك تعليقاً