عشوائية وأزبال بسوق ” الثلاثاء ” بالحسيمة

يعتبر سوق ” الثلاثاء ” بالحسيمة، المحرك الرئيسي للرواج التجاري في المدينة. وكان السوق في مرحلة الستينات والسبعينيات، ينعقد كل يوم ثلاثاء، وكان يجسد هوية سكان المنطقة، قبل أن يصبح سوقا يوميا.

ويعيش السوق الواقع وسط المدينة، حركة دؤوبة على مدار اليوم، إذ يعتبر من الوجهات المهمة بالحسيمة، للراغبين في اقتناء السمك واللحوم بمختلف أنواعها ،والدجاج بنوعيه والخضر والفواكه، وما يعرضه الباعة في محلات مختلفة، غير أن انتشار النفايات عند المدخل الفوقي للسوق، والروائح الكريهة عند المدخل السفلي، أغضبت زوار السوق ومرتاديه، الذين مافتئوا يطالبون بتدخل السلطات لتصحيح الوضع ورفع الضرر عنهم.

ورغم أن سوق ” الثلاثاء ” يشكل موردا مهما للمجلس البلدي للحسيمة، فإنه لا يحظى بأي اهتمام، باستثناء عملية التسقيف التي طالته، وبناء العديد من المحلات التجارية، أغلبها موصدة، بعدما رفض التجار المستفيدون منها استغلالها، مفضلين طرح سلعهم في الفضاءات الخارجية للسوق.

وتنبعث روائح كريهة تخترق أنف المستهلك، وتسبب له متاعب كثيرة، وتحول دون تبضعه في ظروف ملائمة. ويتحول الفضاءان الخارجيان للسوق، إلى سوقين موازيين مفتوحين لبيع الخضر والفواكه والسمك والدجاج.
وفشل السوق النموذجي المخصص لباعة السمك بالتقسيط بالسوق ذاته، في احتواء باعة السمك واستيعاب جحافل أصحاب هذه التجارة التي تضاعفت في السنوات الأخيرة.

وفضل باعة السمك بسوق الثلاثاء العودة إلى مدخل السوق واحتلاله وملتقيات الطرق، والاستمرار في البيع العشوائي لهذه المادة، رغم الملايين التي صرفت على سوق السمك، الذي أحدث أخيرا بمواصفات عصرية ويخضع لقوانين، تساهم في حماية مستهلكي السمك، وتحافظ على جودته، طبقا لمعايير السلامة الصحية. واضطرت السلطات المسؤولة إلى إغلاق سوق السمك، بعدما رفض باعة هذه المادة الاستقرار فيه.

وبات مدخلا سوق الثلاثاء مصدرين للأزبال والنفايات وبقايا الخضر والفواكه ورؤوس الأسماك العشوائية، ومياه الصرف الصحي، التي تنبعث منها روائح كريهة تزكم أنوف المتبضعين وتثير استياءهم، إضافة إلى أن ذلك تعرقل حركة المرور وتسبب في انزلاقات المتبضعين.

ولم تفلح السلطات المحلية ودوريات فرق الأمن العمومي في إخلاء هذين المدخلين، إذ سرعان ما يعود تجار السمك والخضر إليهما، بمجرد ما أن تهدأ تلك الحملات التي اعتبرها مهتمون ب” جعجعة بلا طحين”.

جمال الفكيكي


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *