مافيا دولية لقرصنة الحسابات البنكية

أسفرت مداهمات، باشرتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أول أمس (الخميس)، عن تفكيك مافيا دولية تنشط في قرصنة الحسابات البنكية، والاحتيال على زبناء المصارف الأجنبية.

وجرت العمليات الأمنية في وقت متزامن بالبيضاء ومراكش بعد معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصارا بـ “ديستي”، إذ بعد استجماع كافة المعطيات والمعلومات عن الأنشطة المشبوهة للمشكوك في أمرهم، وتحركاتهم، أعطيت الإشارة للتدخل، ليتم إلقاء القبض على 18 متهما، ضمنهم ثلاثة فرنسيين يتحدرون من أصول مغربية وتونسية.

وأجرت المصالح المختصة بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية، صباح أمس (الجمعة)، أبحاثا مع الموقوفين الثمانية عشرة، في سبيل تحديد مجمل العمليات الاحتيالية التي نفذوها لتحديد حجم الأموال التي استولوا عليها عن طريق قرصنة المعطيات البنكية، واستعمالها في إنجاز تحويلات مالية بانتحال الهويات الرقمية للضحايا.

ووقفت الأبحاث المنجزة على الحيل الماكرة للمتهمين، إذ بعد حصولهم على أسماء زبائن بنوك، سيما الأجنبية، يعمدون إلى الاتصال بهم بانتحال صفة مسؤولين بالأقسام التجارية بالبنوك المعنية، ويدخلونهم في متاهات من الأسئلة المتعلقة بوضعيتهم البنكية، لاستدراجهم قصد الحصول على المعطيات البنكية السرية، التي لا يحق حتى لموظفي البنك المطالبة بها، وبعد ذلك يفاجأ الزبون بإنجاز تحويلات مالية من حسابه البنكي، دون علمه.

ومكن التنسيق المحكم بين “ديستي” وعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من تحديد هويات مشتبه فيهم، وتتبع آثارهم قبل وضع دائرة تضم 18 مشكوكا فيه، اتضح أنهم ينشطون في عمليات القرصنة وانتحال صفات موظفي البنوك.

وأسفرت عمليات التدخل المتزامنة، التي بوشرت تحت إشراف النيابات العامة المختصة ترابيا، عن القيام بعمليات تفتيش حجزت فيها مصالح الفرقة الوطنية هواتف ذكية وحواسيب ولوحات إلكترونية، يشتبه في أنها استعملت في مختلف العمليات الإجرامية المنسوبة إلى المتهمين، إذ أحيلت على المختبر قصد تحليلها واستخراج المعطيات والآثار الرقمية لعمليات الاحتيال البنكي الدولي.

وتصدت مصالح الأمن بالمغرب، في الآونة الأخيرة، لعصابات قرصنة البنوك، بعد اعتقال متورطين في إجراء عمليات سحب باستغلال المعطيات الخاصة بالضحايا عن طريق تطبيقات بنكية احتيالية، كما حذرت بنوك زبناءها من تسليم المعطيات السرية للأغيار وتوخي الحذر في التعامل مع التطبيقات المشبوهة.

المصطفى صفر


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *