هلال الناظور… عودة من رحم المعاناة

الفريق عانى كثيرا قبل الصعود للقسم الأول هواة وعينه على القسم الوطني

نجح هلال الناظور لكرة القدم في العودة إلى الواجهة، بعد سنوات عجاف، عانى خلالها مشاكل كبيرة، وفرض اسمه ضمن أندية القسم الأول هواة، وينافس حاليا مجموعة من الأندية على المركز الأول المؤدي للقسم الوطني هواة.

ونجح هلال الناظور في الاستجابة إلى مطلب جماهيره، بإحداث ثورة في إدارته التقنية، بتعيين عمر حاسي مدربا له خلفا لمحمد الأشهبي، في الوقت الذي انطلقت ثورته التسييرية منذ ثلاث سنوات، بعد انتخاب محمد مجعيط رئيسا للمكتب المديري للنادي. واعتبر تحقيق الفريق الصعود إلى القسم الثاني هواة في نهاية الموسم الرياضي 2021 ـ 2022، وإلى القسم الأول هواة الموسم الماضي، من نتائج التغيير، ويأمل الفريق الناظوري خلال الموسم الجاري في تحقيق الهدف، الذي وضعه نصب عينيه، ويتمثل في الصعود إلى القسم الوطني هواة.

وأرجع عدد من المهتمين الانطلاقة القوية لهلال الناظور في بطولة الموسم الجاري، إلى الاستعداد الجيد، وتعزيز صفوفه بلاعبين من ذوي التجربة، وخوضه مباريات إعدادية قبل انطلاق البطولة.

ويعتبر الكثيرون أن الجماهير لعبت دورا كبيرا في ما حققه الفريق الناظوري من نتائج جيدة.

إنجاز : جمال الفكيكي (الناظور)

انتدابات وازنة

قامت إدارة هلال الناظور بانتدابات عديدة في مرحلة الانتقالات الصيفية، بعد التعاقد مع سليمان السقالي اللاعب السابق لفتح الناظور، وأسامة الغفاري من نهضة شباب سلوان، الذي لعب لاتحاد بن طيب وأمل العروي، وأحمد مرشوح، قادما من فريق البروق الليبي، بعدما لعب لوفاق الزغنغن وشباب الريف الحسيمي والمقاصة المصري وأولمبيك الدشيرة، والحارس عبد الرحمان الزيدي الذي تدرج في جميع فئات نهضة بركان، وحقق مع فريق الأمل الصعود للقسم الثاني هواة الموسم الماضي.

وعزز هلال الناظور تركيبته البشرية بصلاح الدين لبرازي، الحارس السابق لاتحاد بن طيب، ومصطفى عراشي وحكيم الغزواني، من شباب مريرت، وإبراهيم المالحي وعماد الأبيض ويوسف بوحو وأحمد مولا جمال، وبلال قاصيد. ويضم الطاقم التقني للفريق عمر حاسي مدربا، وعبد الحق الطلحاوي مساعدا له، وبنعيسى صامبا معدا بدنيا، وأحمد لحقيقي مدربا لحراس المرمى.

ونوه جمهور الهلال بالانتدابات، مطالبا بالمزيد من النتائج الإيجابية، لتحقيق حلم الصعود.

لمسة حاسي

استهل عمر حاسي، بدايته على رأس الإدارة التقنية لهلال الناظور بأربعة انتصارات على قدس تازة وعمل بلقصيري ونهضة الكارة وجمعية الشباب الرياضي، إضافة إلى هزيمتين أمام التكوين المهني ووفاء الدريوش.

وسجل عمر حاسي، الذي عين مدربا جديدا للفريق خلفا لمحمد الأشهبي المستقيل، أول فوز له في مباراة قدس تازة لحساب الجولة السابعة من بطولة القسم الأول هواة.

ودرب عمر حاسي المغرب الفاسي ورجاء بني ملال والوداد الفاسي وشباب مريرت ورجاء بنسودة والاتحاد الإسلامي الوجدي والنادي البلدي لورزازات، كما عمل مديرا تقنيا للوفاء الفاسي.

الاستقرار الإداري

ساهم الاستقرار الإداري في النتائج الإيجابية التي حققها هلال الناظور بقيادة الرئيس محمد مجعيط، الذي يقود الفريق منذ الموسم قبل الماضي، إذ نجح الفريق في الصعود من العصبة إلى القسم الثاني ثم الأول هواة، إضافة إلى انسجام المكتب المسير الذي يشتغل خدمة لمصالح الفريق، إذ يعيش طفرة كروية، بعد محاولة الرئيس قيادة الفريق لاستعادة أمجاده والعودة إلى الأقسام التي انحدر منها.

والتزم الفريق بدعم المجموعة وصرف منح الفوز والتعادل خارج الميدان وتسديد الرواتب الشهرية، رغم ضعف الموارد التي لم تقف حجر عثرة في وجه كل الفعاليات التي أعادت البسمة لمشجعي الفريق مرة أخرى، بسبب السنوات السبع العجاف التي قضاها النادي في بطولة العصبة.

رتبة متقدمة

يحتل هلال الناظور بعد مرور 12 دورة عن البطولة، المركز الأول برصيد 23نقطة، مناصفة مع أندية اتحاد أبي الجعد وأجاكس طنجة والتكوين المهني، جمعها من سبعة انتصارات على جمعية الشباب الرياضي ونهضة الكارة وعمل بلقصيري وقدس تازة وشباب مريرت وشباب فتح البيضاء واتحاد أبي الجعد، وتعادلين أمام الوفاء الفاسي ونجم الشباب البيضاوي، فيما انهزم في ثلاث مباريات أمام أجاكس طنجة والتكوين المهني ووفاء الدريوش.

وينافس الفريق بعض الأندية على بطاقة الصعود إلى القسم الوطني هواة، مستفيدا من استقراره المالي والإداري، وتوفير متطلبات لاعبيه الذين يتوصلون بأجورهم الشهرية، ومنح المباريات في وقتها، متفوقا على فرق رياضية على الصعيد الوطني، مع نجاحه في تدبير حكامة مالية ناجعة.

الطلحاوي: نستحق فريقا بالبطولة الاحترافية

قال عبد الحق الطلحاوي، المدرب المساعد بهلال الناظور، إنه راض عن مستوى اللاعبين ومردودهم التقني، معبرا عن سعادته بوجود فريقه في المركز الأول من بطولة القسم الأول هواة، مجموعة الشمال.

واعتبر الطلحاوي اللاعب السابق لأندية هلال الناظور وجمعية سلا وشباب الحسيمة والرجاء الرياضي، في حوار مع ” الصباح ” أن النتائج التي حققها الفريق منذ بداية البطولة تكرس المستوى والأداء الجيد الذي بات يقدمه الفريق، مؤكدا أن الفضل في المنحى التصاعدي والنتائج الإيجابية التي حققها الفريق، يعود إلى ظروف وأجواء الاشتغال داخل الفريق التي وفرها رئيس النادي بمعية باقي أعضاء المكتب المديري، واصفا إياها بالجيدة، ما جعل الطاقم التقني يعمل بنوع من الحرية والتركيز على تطوير مستوى الفريق، ينضاف إلى ذلك تلاحم جميع مكونات الهلال وتكاثف عملها الجماعي ووعيها بالمسؤولية، وهذا ما انعكس إيجابا على مردودية اللاعبين وأدائهم داخل الملعب.

وأضاف الطلحاوي أن الفريق سيعمل جاهدا للحفاظ على المركز الأول إلى حدود نهاية مرحلة الذهاب، وكذا على مستواه وتطويره، من أجل مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية، ومن ثم التفكير في طريقة تدبير مرحلة الإياب.

وقال الطلحاوي إنه راض عن التركيبة البشرية للفريق، وواثق من أنها ستخوض رهان الصعود بالحماس والجدية نفسيهما حتى آخر نفس من البطولة، مضيفا أن هلال الناظور سيعزز صفوفه بثلاثة أو أربعة لاعبين خلال الميركاتو الشتوي.

وعبر الطلحاوي عن سعادته بحضور الجمهور ومتابعته لمباريات الهلال، في جميع الملاعب التي يرحل إليها، معتبرا إياه محفزا للاعبين. وأكد المدرب أن الناظور وسكانها في حاجة إلى فريق في البطولة الاحترافية، ملتمسا من الدوائر المسؤولة التفكير في بناء مركب رياضي يليق بمستوى المدينة.

الملعب… حلم مدينة

لم تعد مدرجات الملعب البلدي بالناظور كافية لاستقبال الجماهير العريضة لهلال الناظور. وبات الفريق في أمس الحاجة إلى ملعب كبير في مستوى وحجم طموحات سكان الناظور، بعدما لم يعد الملعب البلدي يفي بالغرض الذي أنشئ من أجله، بعد ارتفاع عدد سكان المدينة، وتزايد عدد الفرق الممارسة لكرة القدم.

ورغم خضوع الملعب البلدي لمجموعة من الإصلاحات، خاصة عملية تعشيبه وبناء مدرجات وإعادة هيكلة المستودعات والمرافق التابعة له، فإن الضرورة تقتضي بناء مركب رياضي بحجم المدينة، لأن مدرجات الملعب البلدي لا تكفي الجماهير التي تحضر مباريات فتح وهلال الناظور، ولا يتوفر على موقف للسيارات، إضافة إلى وجوده وسط حي توجد فيه المحطة الطرقية والمركب التجاري، كما أن جزءا منه يطل على البحر، ما ينعكس على اللياقة البدنية للاعبين.

مرشوح… رهان الفريق

يعتبر أحمد مرشوح من اللاعبين المتميزين في صفوف هلال الناظور، بحكم أنه جاور العديد من الأندية في المغرب وكذا في مصر وليبيا.

وكانت بداية اللاعب مع فريق وفاق الزغنغن، ثم انتقل إلى شباب الريف الحسيمي في القسم الوطني الثاني، ومنه إلى فريق المقاصة المصري أحد أندية القسم المصري الممتاز، ولعب له لموسمين، قبل انفصاله عنه لأسباب مالية.

والتحق مرشوح بفريق أولمبيك الدشيرة، قبل أن يحترف بعدها بنادي البروق الليبي وانتقاله في الميركاتو الصيفي الأخير إلى هلال الناظور، الذي ساهم تألق اللاعب في النتائج الإيجابية التي حققها، وكان حاسما في عدد من المباريات.
ويعتبر مرشوح رفقة لاعبين آخرين، مثل سليمان السقالي ومحمد الماحي، وعماد الأبيض، أبرز اللاعبين المتألقين في هلال الناظور.