احتضنت كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة، نهاية الأسبوع الماضي، ورشة عمل توعوية حول الإشكاليات المرتبطة بالتلوث البلاستيكي، لاسيما على مستوى البحر الأبيض المتوسط.
وعرف اللقاء، المنظم بمبادرة من مركز آفاق بيئية للإعلام والتنمية المستدامة والجمعية المغربية للعلوم الجهوية وكلية العلوم والتقنيات بشراكة مع المنتزه الوطني بالحسيمة وتعاونية نساء بادس، حضور عدد من الصحافيين وفعاليات المجتمع المدني المهتمة بقضايا البيئة من أجل تعزيز الوعي بالأثر السلبي لاستخدام البلاستيك، الذي يهدد الحياة البرية والبحرية، وكذا تعزيز الجهود الفردية للتقليل من استعمال المواد البلاستيكية.
وتضمن اللقاء، الذي يحظى بدعم شبكة صحافة الأرض التابعة ل “انترونيوز” كجزء من مبادرة الإعلام المتوسطية، عروضا حول مخاطر المواد البلاستيكية على النظام البيئي البحري، وإشكالية التلوث بالبحر الأبيض المتوسطي الذي يعتبر الأكثر تلوثا بالبلاستيك مقارنة بباقي بحار العالم.
وأشار متدخلون إلى أن حوالي 85 بالمائة من النفايات التي تصل إلى البحار تأتي من الأرض، و80 في المائة من بينها عبارة عن نفايات بلاستيكية، مبرزين أن هناك حلولا بديلة وآمنة للحد من مخاطر البلاستيك على البيئة البرية والحياة البحرية، عبر التقليل من استعمال البلاستيك والحرص على إعادة تدويره واستبداله قدر الإمكان بمواد سريعة التحلل.
وأبرز رئيس مركز آفاق بيئية للإعلام والتنمية المستدامة، محمد التفراوتي، أن كمية البلاستيك بالبحر المتوسط تتزايد باستمرار لكونه بحر شبه مغلق ولا تتجدد مياهه إلا بعد زمن طويل جدا، كما أن سواحله مؤهولة على حد كبير، عدا عن كونه من أبرز الوجهات السياحة العالمية.
من جهته، أكد نائب عميد كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة ورئيس فريق البحث في الكيمياء التطبيقية، حسن امحمدي، على ضرورة تفعيل القانون 15 :77 المتعلق بمنع إنتاج وبيع وتصدير الأكياس البلاستيكية للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان، مشيرا إلى أن “للتلوث البلاستيكي عواقب عديدة وطويلة الأمد”.
وحسب بعض المداخلات، يظل البلاستيك موجودا في البيئة لفترة طويلة حتى بعد تحلله إلى جزيئات صغيرة جدا، والتي قد تتسرب بعد ذلك إلى أجساد الكائنات الحية، موضحة أن العالم ينتج سنويا حوالي 350 مليون طن من البلاستيك، بينما يقدر الإنتاج منذ خمسينيات القرن الماضي إلى الآن بحوالي 8.3 مليارات طن من البلاستيك.
على هامش اللقاء، نظمت ورشة توعوية لعرض الأفكار الإبداعية لتعاونية نساء بادس لإعادة استخدام المواد البلاستيكية تحت إشراف الأستاذ بكلية العلوم والتقنيات عبد اللطيف الخطابي، الذي أكد على أن كل منتجات التعاونية هي من البلاستيك الذي تم تدويره، مبرزا أنها منتجات مبتكرة من إنجاز نساء التعاونية، واللواتي أبدعن حليا وديكورات منزلية وألعاب وإكسسوارات موضة ولوحات فنية.
في هذا السياق، أبرزت حليمة الفتاح، العضو في التعاونية، أن النساء شرعن في إعادة تدوير البلاستيك بتحفيز من الوسط الأكاديمي بهدف التقليل من كمية البلاستيك الذي يتم التخلص منه في الأوساط الطبيعية، مبرزة أنهن يقمن بحملات لجمع البلاستيك بشاطئ بادس، ثم تنظيفه وترتيبه واستعماله في إبداع تحف فنية أو قطع زينة وديكور.
وقام المشاركون في الورشة بزيارة مقر تعاونية نساء بادس القريبة من المنتزه الوطني بإقليم الحسيمة للاطلاع على مسلسل إعادة تدوير البلاستيك، إلى جانب الاطلاع على منتجات أخرى مصنوعة من مواد طبيعية والتي طورتها التعاونية منذ سنة 2010.
و م ع
مساحة اعلانية
تعليقات( 0 )