سجلت شواطئ طنجة، قبل الإعلان الرسمي عن انطلاق موسم الصيف، ارتفاعا في أعداد المتوفين غرقا، خاصة بالشواطئ الأطلسية غير المحروسة، ووصل عدد الضحايا 4 أشخاص في غضون أسبوعين، من بينهم طفلة لا يتعدى سنها 14 ربيعا، التي عثر على جثتها بشاطئ “بونعيجات” ضواحي العرائش، بعد أن ظلت في عداد المفقودين منذ أن ابتلعتها أمواج البحر بشاطئ “صول” بمنطقة أشقار غرب طنجة، الاثنين فاتح ماي الماضي.
وأعلنت مصالح الوقاية المدنية بعاصمة البوغاز عن أول حالة غرق في صفوف المصطافين، أخيرا، بعدما جرفت التيارات المائية بشاطئ “ميطرا كاز” (حوالي 12 كيلومترا جنوب طنجة)، ثلاثة شباب نتيجة عدم درايتهم بفنون السباحة، إذ تمكن عدد من المواطنين من إنقاذ اثنين منهم وإخراجهما إلى اليابسة، فيما لم يتمكنوا من مد يد المساعدة للثالث، البالغ من العمر 19 سنة، الذي ظل يصارع الأمواج إلى أن خارت قواه واختفى بشكل تام عن الأنظار.
ومن المشاهد التراجيدية التي أرعبت المصطافين بشاطئ الغابة الديبلوماسية بطنجة، وفاة شاب ثلاثيني لم يستطع مقاومة الأمواج القوية أثناء مزاولته السباحة، إذ رغم كل المجهودات المبذولة من قبل عناصر للوقاية المدينة، التي التحقت بالمكان بعد إخطارها بالحادث، لم يتمكن الغطاسون من انتشال جثة الهالك، نظرا للتيارات القوية التي تتميز بها شواطئ المنطقة.
حالة أخرى مؤثرة جدا عاشها ميناء طنجة الترفيهي بوسط المدينة، حين تفاجأ عدد من المواطنين بجثة غريق في عقده الثالث طافية تتلاعب بها مياه البحر، ليتم إخطار السلطات المحلية والأمنية، التي حضرت للمكان رفقة عناصر الوقاية المدنية، وعملت على انتشال الجثة ونقلها إلى مستودع الأموات الجماعي قصد إخضاعها للتشريح الطبي لمعرفة أسباب الوفاة.
وبحسب معلومات حصلت عليها “الصباح”، فإن المعاينة الأولية أظهرت أن الجثة لا تحمل أي آثار بارزة للاعتداء، ولا وجود لأي علامات للعنف، ما يؤكد أن الوفاة كانت نتيجة “إسفكسيا الغرق”، إذ يعتقد أن الهالك قضى حتفه غرقا بأحد شواطئ المدينة، وجرفته التيارات المائية إلى داخل الميناء، قبل العثور عليه من قبل الموطنين.
وتسجل شواطئ طنجة، كل سنة عند بداية ارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة، حالات غرق تودي بحياة عدد من الشباب والتلاميذ، وتكون أسبابها في الغالب ناجمة عن تهور الضحايا بإقدامهم على السباحة قبل الإعلان الرسمي عن انطلاق موسم الصيف، خاصة بالشواطئ المصنفة في خانة “خطر”، ومن بينها مرقالة والغابة الدبلوماسية وبعض النقط بشاطئ أشقار، التي تتميز بعمق مياها والتدرجات الحادة والتيارات المائية غير المرئية في قعر البحر، التي تجذب الضحايا بطريقة فجائية وتتسبب في مآس حقيقية لأسر وعائلات المفقودين.
اترك تعليقاً